متحف بارديني
لا يعد متحف بارديني من أشهر المعالم السياحية، لذا يمكنك الاستمتاع بكل روعته بمفردك تقريبًا. كان ستيفانو بارديني مرممًا مشهورًا وتاجر تحف في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وقد سعى إلى البحث عن النوادر القديمة، وقام بترميمها وإعادة بيعها لهواة جمع التحف الخاصة، بينما قام في نفس الوقت ببناء مجموعته الخاصة. وقبل وفاته سلمها إلى سلطات المدينة مع المبنى.
تاريخ متحف بارديني
كان ستيفانو بارديني يعتبر أحد أنجح تجار التحف في نهاية القرن التاسع عشر (حتى أنه حصل على لقب أمير التحف). تمكن الرجل من شراء القطع الفنية القديمة حرفيًا مقابل لا شيء تقريبًا وبيعها مقابل أموال رائعة ليس فقط في وطنه، ولكن أيضًا في الخارج. في الوقت نفسه، لم يستخدم الأفراد فقط، ولكن أيضا المتاحف الأوروبية الشهيرة خدمات الآثار. احتفظ بارديني ببعض الاكتشافات لنفسه، وشكل مجموعته الخاصة. ولم يكن مخصصًا لأي مبدع أو اتجاه معين للإبداع، بل ضم المعرض مجموعة واسعة من الأشياء: الأيقونات والمفاتيح والتماثيل الصغيرة والسيراميك والأدوات المنزلية.
لإيواء مجموعته من الآثار، حصل بارديني على قطعة أرض بها بقايا كنيسة مدمرة تعود إلى القرن الثالث عشر. تمكن جامع محظوظ من ترميم المبنى باستخدام الحجارة القديمة والأروقة والأعمدة لترميم الجدران والسلالم والمداخن. وبعد وفاة التاجر أصبحت ممتلكاته ملكاً للمدينة. قامت البلدية بتجديد المبنى وتغيير الغرض من القاعات وموقع المعروضات. في نهاية القرن العشرين، تم إغلاق متحف بارديني للترميم ولم يُعاد افتتاحه إلا بعد مرور 10 سنوات.
وصف مختصر
يتم تمثيل مجموعة متحف بارديني اليوم بعدد كبير من العينات، حيث يوجد أكثر من 3.5 ألف عمل فني هنا. القصر ليس ملفت للنظر بحجمه الهائل، لذا يمكنك التجول حوله دون قضاء الكثير من الوقت. وغياب السياح يسمح لك برؤية كافة المعروضات بشكل واضح ومنظم.
يحتوي متحف بارديني على المنحوتات واللوحات الفنية والأثاث والآلات الموسيقية والدروع والعملات المعدنية والميداليات. ما يجعل المتحف غير عادي هو الجدران الزرقاء، ولهذا السبب كان القصر يسمى في كثير من الأحيان "بلو بارديني" (في مطلع القرنين التاسع عشر والعشرين، كان هذا الجزء الغني من لوحة الألوان يحظى بشعبية كبيرة في تزيين القاعات الكبيرة ومجمعات المعارض ). وعندما انتقل المتحف إلى المدينة، تم تغيير لون الجدران إلى اللون الأصفر، معتبرا أن درجات اللون الأزرق قاتمة للغاية. ولم يتم إرجاع اللون الأصلي إلا بعد الترميم في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ميزات المتحف
تم تخصيص عدة غرف في متحف بارديني لتاريخ فلورنسا. فيما يلي نسخ أصلية ونسخ من المنحوتات الشهيرة التي زينت شوارع المدينة لعدة قرون. يوجد في الطابق الأرضي غرفة أسلحة وصليب ضخم من العصور الوسطى مصنوع من الخشب ومجموعة غير عادية من فساتين الزفاف والصناديق العتيقة. تتدلى سجادات فاخرة على طول جدران الدرج، وواحدة منها ضخمة حقًا في الحجم. أما الطابقين الثاني والثالث فقد احتلتهما اللوحات ومجموعة من القطع البرونزية. الطابق العلوي مخصص لمجموعة من اللوحات التي تعود لأرنولدو كورسي. يقدم المعرض أعمالاً لفنانين مختلفين ينتمون إلى مدارس وعصور مختلفة. إنه يجسد بشكل مثالي روح التجميع في نهاية القرن التاسع عشر. تم تحويل حديقة الدير السابقة إلى جواهري، والتي سميت فيما بعد بقاعة الرحمة.